لماذا نصلي ؟ !

لماذا نصلي ؟ !

أخي المسلم الصائم أحرص على أداء الصلاة وإذا كنت متكاسلا عن أدائها فهذه فرصة عظيمة في هذا الشهر المبارك بأن تعقد العزم على أدائها جماعة في المسجد وتستمر عليه طوال العام . ولا شك في أن الشيطان يزين لفئة من الناس ترك الصلاة والبعض يراها عبئا ثقيلا والبعض يعتذر بالانشغال بالعمل أو أنه يكون على غير طهارة وانه سوف يصلي إذا عاد إلى البيت ، وهناك من يجاهر بالعصيان فيردد ( الله يهدينا ) ثم يزعم هؤلاء أنهم مسلمون ( فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ) . فتعال أخي المسلم نعالج مواقف هؤلاء لترك الصلاة .. هل الصلاة غرامة يؤديها الإنسان ؟ أم هي مبدأ إلزامي يكره عليه الإنسان .؟ أم هي تقييد للحرية .؟ أم هي مضيعة للوقت ؟!! وهل الله عز وجل بحاجة الى صلاتنا ؟!!

أولاً : الصلاة ليست غرامة تؤدى بل هي أمانة يؤديها المسلم كل يوم خمس مرات جماعة فيشهد له بالوفاء والصدق والإخلاص . فهي دليل على صفاء النفس والإفصاح عما ينطوي عليه القلب من محبة لله تعالى وتقدير فهي اعتراف بحق وشكر لله عز وجل . أرأيت أيها الإنسان لو قدم لك أحد هدية أو شئ ثمين أو صنع لك معروفا . ألا تحترمه وتود وتتمنى من كل قلبك أن تكافئه ؟ فكيف بالخالق أيها المسلم المنعم عليك بالعقل والحواس والرزق والصحة والعافية ألا يستحق الشكر على كل هذه النعم ، ويكون ذلك بوضع الجبهة على الأرض إقرارا بالربوبية والألوهية . ألم تفتح قلبك لله وتطهره له ألم تكف عن محاربة الله بمعاصيك أتستحي من الخلق إذا أردت أن تهم بمعصية ولا تستحي من الله كاشف السر وعالم الغيب وأقرب إليك من حبل وريدك أتخشى الناس والله أحق أن تخشاه وجعلته أهون الناظرين إليك فباب الرحمة مفتوح دائما بفضل الله ولا تنسى كلام الله وهو يقول ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )

ثانيا : الصلاة ليست مضيعة للوقت فعندما يبتعد الإنسان من ضوضاء العمل وصخب الرائحين والغادين فيقف في مصلاه فسوف تهدأ نفسه ويطمئن قلبه ويستريح جسمه وينطفئ غضبه ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . فلذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد منهك القوى من قتال الأعداء قال : يا بلال أرحنا بها . أي بالصلاة ..

ثالثا : ليست الصلاة أمرا مباحا كأمور المعيشة أو اختيار بل هي أمر جازم لها وقت محدد وهيئة خاصة .

رابعا : الصلاة حاجة ضرورية تستدعيها الحياة كالطعام والشراب قوام الجسم ، والصلاة قوام الروح ومادة الطمأنينة ترفع صاحبها عند ربه بعيدا عن سفاسف الأمور ، فيستقيم في شؤون حياته ، وهي الحد الفاصل بين الكفر والإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم ( بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة ، فإذا تركها فقد أشرك ) . وفي رواية ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) . فالصلاة تهذب أخلاقه وتحول بينه وبين الفساد والزيغ والفحشاء والمنكر . وكيف يرتكب المنكر وهو يعلم أنه سوف يقف بين يدي ربه ، وليعلم أن الله ليس بحاجة إلى صلاتنا بل نحن بحاجة إلى الصلاة قال تعالى ( يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) ((سورة فاطر 15)) لقد خلق الله عباده عراة ضعاف الجسم فغذاهم وقواهم وأمدهم بالصحة والعقل والجسم وبيده ملكوت السماوات والأرض … فهل هو بحاجة إلى صلاتنا جل وعلا ..

أخي المسلم : صلي ليرض الله عنك … وتسخط الشيطان ، الصلاة نور تزيل ظلام الزيغ والباطل ، وأعلم أن الصلاة هي أكبر عامل في صدك عن المعاصي لتنجو بنفسك من العذاب الأليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ** هذا لعمري في القياس بديع ** لو كان حبك صادقا لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيع *
قال أبو الدرداء رضي الله عنه ( صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور ، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير ) فبادروا الى عمل الخير وتنافسوا بطلب الأجر واغتنموا هذه الفرص الذهبية وقدموا لآخرتكم واحيوا ليلكم وسارعوا الى جنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين ..
محمد مراد المر صفي

الله عليك يا استاذنا والله كلام رائع من انسان رائع
جزاك الله الف خير وكل عام وانتم بخير
الافوكاتو

احسنت يااستاذ محمد ويارب دايما الى الامام
وجعله الله فى ميزان حسناتك

جزاك الله كل خير

ارق واجمل تحياتى

Mo7amed