الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه ، ونتيجة لهذه الجبلة التي أودعها الله في الإنسان وجب علي الإنسان أن يعرف الطريق إلي قلوب
الناس من حوله؛ حتي لا يتحول الإنسان من اجتماعي محبوب إلي شخص ينفر منه الناس من حوله ويتمنون فراقه
ونتيجة لتداعيات العصر وطبيعة المرحلة تأذمت العلاقات وساءت الأخلاق وأصبح الناس لايطيقون بعضهم ولا يحسنون التعامل مع
بعضهم ؛ لذلك سنعرض تحت هذا العنوان ( الطريق إلي القلوب ) ما يساعدنا في الوصول إلي قلوب الناس وأدعو الله أن أوفق
وان تلاقي كلمات قلوبا واعية وآذانا مصغية ونفوسا صافية ومشاعرا جياشة حتي يتحول العنف المنتشر بيننا إلي حب
والحب الذي أقصده هو الحب بمعناه المطلق العام حب الخير لكل البشر مسلمين وغير مسلمين فالكل أخوة في الإنسانية
و الآن مع الخطوات العملية التي من الممكن أن تكون طريقا إلي القلوب
أولا الحب يعتبر من أهم عمليات الاتصال ، وكما نعلم أن الاتصال كعملية ديناميكية تفاعلية تتكون من مرسل ومستقبل ورسالة
ولكي تكون الرسالة مؤثرة لا بد أن تصدر من نفس شاعرة مدركة لنعمة الحواس التي ميز الله بها الإنسان عن سائر خلقه
والإنسان الذي لم يكتشف نعمة الحواس يكون حيا ميتا موجودا مفقودا لا أثر له، و بالتالي لا يستطيع أن يؤثر في غيره ؛ لأن
أجهزة الإرسال والاستقبال معطلة في داخله مثله مثل إنسان ينام علي كنز من الذهب وهو لا يدري
من كل ماسبق يتأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن أول طريق للقلوب هو توقد المشاعر ورهافة الحس و حب الحب لذاته ولما فيه
من خير
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في معني الحديث " تهادوا تحابوا " أي أن الهدية وهي تعتبر رسالة من مرسل يتلقاها
المستقبل او المهدي إليه فالهدية حتي لو كانت بسيطة وزهيدة الثمن فهي تفتح طريقا إلي قلب من أهديته الهدية
ومن الأشياء التي توصل للقلوب مجموعة من الإجراءات التي أرشدنا إليها الفاروق عمر بن الخطاب حيث قال قولا لو وعاه الناس
وعملوا به لساد الحب في كل مكان
يقول عمر رضي الله عنه :
ثلاث يصفين لك ود أخيك
أن تبدأه بالسلام
أن تناديه بأحب الأسماء إليه
أن تفسح له في المجلس
وفي نهاية الحلقة الأولي أرجو أن أكون وفقت
وأرجو أن تتحول هذه الكلمات إلي اقع عملي في حياتنا وفي تعاملاتنا مع الأهل والجيران والأصدقاء
و إلي الأمام دائما