زواج فريند، موضة جديدة غزت العالم الاسلامي من ثلاث سنوات على غرار (بوي فريند وجيرل فريند) في العالم الغربي، يراه البعض نموذجاً عصرياً لاتقاء الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويراه آخرون "تشريعاً" لممارسات جنسية صرفة، بعيدة عن أي شكل من أشكال العلاقات الاجتماعية المعروفة. وقد وجدت بعض الجهات العلمية الإسلامية حلولاً "عصرية" تتناسب مع الواقع الجديد الذي تفرضه الحياة المعاصرة، لضمان ما يرونه "صيانة العفاف" و"عدم السقوط في الرذيلة"، حيث قام الشيخ عبدالمجيد الزنداني باصدار فتوى تقر هذا الزواج، وعن ذلك يقول الشيخ: " زواج فريند يستند أساساً إلى الأركان الواجب توافرها في الزواج الشرعي والمحددة بوجود المأذون والشاهدين وصيغة العقد والمهر المتراضى عليه، إضافة إلى ما يستوجبه من إشهار لعقد الزواج وإعلانه، وليس في هذه الشروط وجود منزل مع الزوج"، ولو رجعنا قليلا الى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لوجدنا أن زواج فريند صورة طبق الأصل عن زواج المتعة والذي هو محرم شرعا، حيث أن زواج المتعة وزواج فريند يلتقيان عند نقطة تحديد مدة للزواج ويتم الطلاق بانتهاء هذه المدة والتي قد تكون ضمن فترة دراسة أو فترة عمل وما الى ذلك، الا أن زواج فريند يوجب عدم حدوث الحمل، فقد كان زواج المتعة مباحاً للضرورة القاهرة في بعض الغزوات ثم نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة قائلاً:" يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم بالاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً"، وأكد هذا النهي في حجة الوداع"، وللأسف أصبحنا نشهد في عصرنا تغيرات وتبديلات على شروط الزواج الاسلامي تبعا لتغير الزمان والظروف بما يخالف منهج القران الرباني وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، فالمؤيدون لهذا النوع من الزواج قد يرون أنه الطريقه الانسب والادق في القضاء على إنحراف الشباب المسلم في بلاد الغرب ويسهل أموراً كثيرة قد تعيق قيام الزواج الشرعي وبالتالي فهذا النوع قد استثنى الشكليات ولم يتطرق الي الاساسيات في أصل الزواج، بينما المعارضون لهذه الفكره يستندون ويعتمدون على أن الاحكام الشرعيه لا يوجد فيها إستثناء , وأن هذا النوع من الزواج على حسب ما يقولون مشايخ الازهر يوقف اثار الزوج من حيث النفقه والانجاب والمسكن وبالتالي فهو يتعارض تماماً مع المقصد الرئيسي والهام في الزواج الشرعي الذي يحافظ على النسل ويحافظ على عفة النفس وأنه يعرض هذا العقد الشرعي المهم الي الاستهتار والتهاون في الاحكام ,كما أن هذا النوع من الزيجات يخالف مضمون الزواج الاصلي في الإستمراريه والإستقرار.