الناقد الجرئ صاحب الحضور الدائم
عدد الرسائل : 397 العمر : 48 . : تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رحلتي من الشك إلى الإيمان الأحد فبراير 08, 2009 3:09 am | |
| واليوم وأنا أقلب مقالات للكاتب الدكتور مصطفى محمود في كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان) لفت نظري تعليقه عن من هو المسيح الدجال في عصرنا الحاضر ورأي الكاتب البولندي ليوبولدفايس الذي أسلم وعاش في مكة وتسمى بإسم محمد أسد الدكتور مصطفى يعطينا نبذه عن المسيخ أو المسيح الدجال ، إحدى علامات الساعة: تروي لنا الأديان حكاية رجل يظهر في آخر الزمان ويأتي من الخوارق والمعجزات بما يفتن الناس من كافة أرجاء الأرض فيسيرون خلفه وقد إعتقدوا أنه إله. وتصفه الروايات بأنه أعور، وأنه يملك من القوة الخارقة مايجعله يرى بهذه العين الواحدة مايجري في أقصى الأرض كما يسمع بإذنه مايتهامس به الناس عبر البحار، كما يسقط الأمطار بمشيئته فينبت الزرع ويكشف عن الكنوز المخبوءة ويشفي المرضى ويحي الموتى ويميت الأحياء ويطير بسرعة الريح. ويفتتن كل من يراه ويسجد له، على أنه الله. على حين يراه المؤمنون على حقيقته ولا تخدعهم معجزاته ويشهَدون رسم الكفر على وجهه.
أما الشيخ محمد أسد يقول أن المسيخ الدجال ذو العين الواحده هو: التقدم المادي والقوة المادية والترف المادي… معبودات هذا الزمن
مدينة العصر الذري، العوراء العرجاء، التي تتقدم في إتجاه واحد، وترى في إتجاه واحد هو الإتجاه المادي، على حين تفتقد العين الثانية “الروح” التي تبصر البعد الروحي للحياة.. فهي قوة بلا محبة، وعلم بلا دين، وتكنولوجيا بلا أخلاق. وقد إستطاع هذا المسيخ فعلا عن طريق العلم أن يسمع مايدور في أقصى الأرض “باللاسلكي” ويرى مايجري في آخر الدنيا “بالتليفزيون”، وهو الآن يسقط المطر بوسائل صناعية، ويزرع الصحارى ويشفي المرضى وينقل قلوب الأموات إلى قلوب الأحياء، ويطير حول الأرض في صواريخ وينشر الموت والدمار بالقنابل الذرية، ويكشف عروق الذهب في باطن الجبال. وقد أفتتن الناس بهذا المسيخ فعبدوه. وأمام هذا الإستعراض الباهر للتقدم العلمي الغربي فقدنا نحن الشرقيين ثقتنا بأنفسنا ونظرنا بإحتقار إلى تراثنا وديننا. وفي حمى الشعور بالنقص والتخلف تصورنا أن دياناتنا ضرب من الخرافات المخجلة التي يجب أن نتخلص منها لنلحق بركب التقدم وندخل في رحاب المعبد الجديد.. معبد العلم لنعبد ذلك الإله الجديد الذي إسمه القوة المادية. وسجدنا مبهورين فاقدي الوعي وقد إختلطت علينا الوسيلة بالغاية.. فجعلنا من القوة المادية غايتنا. ونسينا أنها مجرد وسيلة وأداة. القطار وسيلة… والتلغراف وسيلة… والكهرباء وسيلة… والطاقة الذرية وسيلة… ودور هذه الوسائل أن توضع في خدمة الإنسان لتحرره من الضرورات المادية فيفرغ إلى الفكر والتأمل وإثراء روحه بالمعرفة الحقة. العالم أصبح مسرحاً مجنوناً يهرول فيه المجانين في إتجاه واحد نحو القوة المادية. المسيخ الدجال الأعور ذو العين الواحدة معبود هذا الزمان يمضي بنا الكاتب برسم الصورة التي آل إليها العالم مسيخ العصر الذري ذو المخ الإلكتروني… هذه الكثرة التي تتصارع بالمخلب والناب وتأكل المخدرات وتتخبط على أبواب الجنون والإنتحار وتنحدر في خطوات دموية إلى حرب عالمية ثالثة. حتى يصل بنا إلى بر الأمان والرادع لهذا الدجال…. فيقول: التقدم العلمي مطلوب ولكنه وسيلة لا أكثر من وسائل الإنسان المتحضر ولا يصح أن يكون غايته. الدين لايرفض التقدم المادي ولكنه يضعه في مكانه كوسيلة لا غاية. والدين لايرفض العلم بل يأمر به ويحض عليه ولكنه يضعه في مكانه كوسيلة للمعرفة ضمن الوسائل العديدة التي يملكها الإنسان كالفطرة والبصيرة والبداهة والإلهام والوحي. ورفض العلم ورفض الأخذ بالوسائل المادية المتقدمة خطيئة مثل عبادة هذه الوسائل والخضوع لها سواء بسواء، وهو أحد أسباب التأخر في بلادنا.
الإسلام دين عقل يخاطب أتباعه بالمنهج العقلي. فالعلم والتقدم المادي له مكانه العظيم في ديننا. ولكن هو دائماً وسيلة لا غاية… أداة لا صنم معبود
ياترى هل فطرتنا سليمه ستقول لنا مع من سننحاز؟؟؟؟؟ مع هذه الكثرة التي يأكل بعضها بعضاً وتتآكل حقداً وغلاً وضراوة… أم مع القلة التي نزلت على قلوبها السكينة وأدركت أن هناك إلهاً | |
|