الأمور التي باستطاعتك أنْ تفعليها حتى تَضْمُني زواجاً ناجحاً لا يتأثر بمتغيرات الحياة ويدوم طوال حياتك.
اليك أهم عناصر ديمومة الزواج:-
الثقة
إنّ الثقة تخلق شعوراً بالأمان بالنسبة لك أو لزوجك على السواء فهي تمكّّنك من الأقتراب أكثر منه، لأنكِ تعرفين بإمكانك أنْ تثقي به. تذكّري دوما أنّ الثقة يجب أن تكون متبادلة عليكِ أن تثقي به بمقدار ما يثق هو بك، مع أنّ هذا الأمر قد يبدو خطراً بالنسبة لك إلاّّ أنّ نتائجه كبيرة وتنعكس إيجاباً على الحياة الزوجية.
الاحترام
الإستمرار في معاملة الزوج بآمتهان يزيد بشكل كبير من إحتمالات الكراهية. لذلك تذكّري أنْ تُعاملي زوجكِ بأحترام وتجنبي السخرية منه أو كيل الشتائم له أو الهجوم الشخصي عليه، لأنّ ذلك يبعد بين الزوجين ويخلق حالة من التفكك للحياة الزوجية. حاولي التخلّص من هذا السلوك الذي يؤثر على حياتك واستقرارك مع زوجك. حاولي أنْ تتدّربي أكثر على الإستماع لزوجك والتكلم معه بآحترام حتى لو كنت غاضبة.
كلامك جميل أُختْ سَمَر لكن ينقصه بعض الأشياء المهمة التي لها تأثيرها على ديمومة الحياة الزوجية المثالية.
ولكَ أخي القارئ وعزيزتي القارئة بعض منها:
الصداقة
الصداقة هي أساس العلاقة الجيّدة بين الزوجين، لذلك كوني صديقة مخلصة لزوجكِ عن طريق وضعه ضمن أولوياتك، وحاولي تخصيص بعض الوقت له. حاولي دائما ايلاء عناية خاصة به وأشعريه أنّه مركز اهتمامك وحبّك، وشاركيه في أفكارك ومشاعرك وآسري له بمكنونات نفسك وما يدور في ذهنك.
الحوار البنّاء
ستمرّ أوقاتاً مقلقة للغاية تؤثر على العلاقة الزوجية حيث تكثر فيها الخلافات، لكنّ المهم في هذه المرحلة أن لا تفرغي غضبك في أمور خارجية تربك علاقتك الزوجية. أما إذا كان الخلاف زوجياً فتعلّمي أنْ تبتعدي عن التجريح وأنْ يكون الهدف من الحوار هو الخروج من الأزمة وليس تصفية الحسابات بينكما.
الصبر والمرونة
تذكّري دوماً أن زوجكِ شخص مختلف عنكِ بمعنى أنّ له شخصية وكيان وآراء قد تتفق مع ما تعتقدين به أو قد تختلف. يجب أنْ تتمتّعي بالمرونة الكافية لتتكيّفي مع الأختلافات في شخصيتكما كما عليه أنْ يفعل ذلك أيضاً.
الحب بالنسبة للزوجين، هو غذاء روحي لا يقلّ أهمية عن الفيتامينات بالنسبة للجسم، وكلّما كان الحب يسود الحياة الزوجية، يرتفع معدّل السعادة في الأُسرة، والحب المتزن قوامه قلب متعاطف وعقل متفهم. فالتعاطف القلبي بين الزوجين درب من دروب الحب المتبادل بينهما، أن التعاطف بين الزوجين ذلك الحنين الذي يشعر به كل منهما في غياب الآخر، وتلك السعادة التي يشعر بها الزوج والزوجة في وجود الآخر والميل إلى التضحية من أجل الطرف الآخر، والتستر على عيوبه، ومحاولة الاقتراب منه في الميول والامزجة وفي وجهات النظر، والتجاوب العاطفي. أما التفاهم العقلي بين الزوجين، فهو يبشر بخير للأُسرة وهو العصا السحرية التي تحلّ بها الأُسرة مشاكلها وتقضي على الأختلافات في الميول، والأمزجة، والعادات، والأفكار. أما عن الركن الثاني من أركان السعادة الزوجية، هو النشاط الجنسي المنسجم بين الزوجين،معظم الأزواج لا يعرفون شيئاً عن هذه الناحية، وجدير بنا أنْ نزيل غشاوة هذا الجهل ونتثقف جنسياً. يجب أنْ يعرف الزوج أنّ أحاسيس زوجته الحسية تنمو، وتبلغ ذروتها فتصير إيقاعاً كإيقاع النغمات الموسيقية، ولكن إيقاع المرأة أبطأ من إيقاع الرجل، ولذلك يجب على الزوج أنْ يوقظ تلك المشاعر لدى زوجته برقة وعطف وليعلَمْ أن الإشباع الجنسي فنّ هادئ يأتي بالمرونة والصبر والعاطفة، وسَيرى الزوج حين يُسعِد زوجتهُ من الناحية الجنسية، فهو يُسعد نفسه أيضاً سعادة متجدّدة مستمرة، ويصبح زوجاً مثالياً.
والتضحية المتبادلة بين الزوجين رُكن هام من أركان السعادة الزوجية، ذلك لأن الحياة الزوجية بمعناها الحقيقي حياة عطاء، هي حياة قِوامها واجبات على كل طرف من الأطراف قبل أن تكون حقوقاً لكل من الزوجين، يتحتّم على الزوجين أن يتنازلا طوعاً عن كل ما كان ينعما به من حرية شخصية ومن إستقلال قبل الزواج. وعلى كل منهما أن يُضحي عن طيب خاطر، وأنّ يكون شعار الحياة الزوجية التضحية المشتركة، فلا يشعر أحدهما بأنه يُضحي. ومن لم يكن لديه القدرة على التضحية، عليه أنْ يأخذ ناحية من الجبل وينعزل عن الناس،
وأنّ يكون شعار الحياة الزوجية التضحية المشتركة، فلا يشعر أحدهما بأنه يُضحي. ومن لم يكن لديه القدرة على التضحية، عليه أنْ يأخذ ناحية من الجبل وينعزل عن الناس، وأنْ لا يطرق باب الزواج. والأحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين هو الركن الرابع، ولكنّه ليس الأخير في السعادة الزوجية. وجدير بنا أن نقول ليس ثمة أملٍٍ في سعادة زوجية ودائمة إلاّ إذا كان هناك أساساً قوياً من الأحترام والتقدير والصداقة بين الزوجين. وتدل الدراسات الأجتماعية والنفسية على أن أقل البيوت الزوجية نجاحاً هي تلك التي ينقصها عنصر الأحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين.
وفي الختام أحببت أنْ أقول لكم بأن الحياة الزوجية ليستْ مباراة يتسابق فيها الزوجان لتحقيق الفوز، وإذا أرادا أن تكون كذلك فمن الأجدر أنْ يتمّ اللعب في فريقٍٍ واحد.. هذه المعادلة تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني التي تؤكد عمق الرابطة بين الزوجين بل وتعكس أهمية التعامل الأمثل مع الأفراد. نقاط كثيرة تتعلق بتحسين ثقافة الأُسرة، وصور عديدة لتغيير الذات ومن ثم تغيير الآخر، إلا أنّ الحاجة إلى تطوير ثقافتنا الأسرية تظل حقيقة واقعة لابدّ من الأعتراف بها والعمل على ترسيخها في أنفسنا، فالتفنن في الحياة سرُ حلاوته وطيب اطيابها