بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرح السلاح يطيب وجرح اللسان ما يطيب....
الجرح بالكلام لا يقل أثرا عن الجرح بالسنان ، والكلام الجارح له وقع مؤلم وأثر شديد ، خاصة إذا كان من قريب أو صديق.
وقد جاء في كلام العرب تشبيه اللسان بالسيف في الأثر سواء كان الكلام جارحا أو لا.
قال الشاعر:
لساني وسيفي صارمان كلاهما ....... وللسيف أشوى وقعة من لسانيا.
وقال الآخر :
وقد يرجى لجرح السيف برء ......... ولا برءٌ لما جرح اللسان
جراحات السنان لها التئام ......... ولا يلتام ما جرح اللسان
وجرح السيف تدمله فيبرى .......... ويبقى الدهر ما جرح اللسان
ومن الأقوال المأثورة:
( وفي فمي صارم كالسيف ).
وجرح السلاح يطيب وجرح اللسان ما يطيب.
وهل يبقى الإنسان بجروحه بدون دواء ؟
هذا لا يمكن.
فمن الأدوية المشهورة بيننا علاج جراحات اللسان بالإعتذار ، مثل كلمة آسف.
صحيح أن بعض الجروح لا تلتئم بكلمة آآآآآسف.
ولكن هل هناك علاج أنفع وأجدى من الاعتذار ؟
نعم:
هناك بلسم شافي وعلاج نافع فعال يترك الجرح ولا ألم فيه ... بل ولا أثر له ... بل يجعله أطيب وأصح من حاله قبل جرحه.
ولكن وللآسف......
من يقبل هذا العلاج ؟
الذي يتنازل عن حظوظ نفسه من أجل مصلحتها وسعادتها ورضا الله عليه ومحبته له وتوفيقه له يقبل هذا العلاج بدون تردد ويسارع إليه.
وكأني أرى نفوس تشوقت وقلوب أقبلت تريد هذا العلاج .
فإليكم العلاج.
قال الله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو
خير للصابرين).ولا شك أن الأخذ بخيار (خير للصابرين) هو الأفضل.
وقال الله تعالى: (وجزآء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله). فهل تريد الأجر من الله أو تريد أن تضيع عليك هذه الفرصة ؟.
وقال الله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون * وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين).
مقابلة السيئة بالسيئة يقدر عليه كل أحد ولكن الدفع بالتي هي أحسن لا يقدر عليه إلا الصفوة من البشر.
وقال الله تعالى
ولا
تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما
ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم).
وهذا طبع وصفة كل عظيم في أدبه وخلقه وهمته وتعامله.
وقال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت
للمتقين الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن
الناس والله يحب المحسنين).
وهذه أخلاق الكبار والعظماء الذين لهم عند الله أجر كبير وفضل عظيم.
وقال تعالى(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
وهذا ما يختاره إلا أولياء الله.
لو قال لك أحد الأغنياء سامح فلانا واتركها من أجلي وجائزتك عندي .
فما ردك؟
فكيف بك وربك يقول أتركها من أجلي ؟ وأجرك عندي ... وأعوضك خيرا منها ... وأجعلك أسعد من حالك قبلها...
قال الشافعي
احفظ لسانك ايها الانسان ...... لايلدغنك انه ثعبان
وقال ايضا
لسانك لا تذكر به عورة أمرئ،،،،،فكلك عيوب وللناس السن
وقيل في الامثال
لسانك حصانك ان صنته صانك
منقول