Admin ADMIN
عدد الرسائل : 1042 العمر : 48 . : تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: رمضان والمسحراتي في قرية مرصفا الثلاثاء أغسطس 18, 2009 4:24 pm | |
| شهور عظيمة قبل هلول شهر الخير والبركة منها نعرف بأن شهر رمضان قد أقترب وما أن ينتهي شهر رجب ونستقبل شهر شعبان نكون على استعداد تام لإستقبال الشهر الذي يليه شهر الخير والعطاء والرحمة والعتق من النيران إنه شهر رمضان المعظم وفي منتصف شهر شعبان الفضيل تبدأ الإذاعات بترديد الأغاني السنوية والخاصة بهذه المناسبة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد –هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلورياترمضان"التي تشعرك بجورمضان “ وترى الكل تكاتف في عمل الزينة الخاصة باستقبال شهر الرحمة فكل منطقة أو شارع يشاركون في شراء الفوانيس أو تعليق الزينة الجميلة سواء على البيوت أو في الشوارع والذي كان يتولى هذه المهمة في منطقتنا هو الأخ محمد عبد المعطي سرحان الذي يجمع المال من محبيه ومن أصحاب المحلات في المنطقة ويقوم بشرائها والأشرف على تعليقها بشكل مميز ومبهر ؟ أما الأولاد الصغار فيظلون أياماً عديدة قبل أستقبال الشهر ينسجون زينة تقليدية من صنع يديهم ليل نهار ويتشاركون فيها جميعاً في تعليقها في روح صفاء وحب بينهم وما أن يختلف أحد الصبية اختلافاً صغيراً يهم بقطع الزينة بأكلمها وكأنه يعرف تماما أن زملائه بزلوا جهداً كبيراً في نسيج هذه الزينة فيعاقبهم بها ؟ وكان استعداد النساء لشهر رمضان بتربيةالطيور وخصوصا البط والاهتمام به“ تزقيمه”ليكفي غذاء الأسرةوولائمها خلال الشهر ، وتزداد المخيمات التي تبتاع جميع متطلبات هذا الشهر الفضيل بتعليق الكهارب والزينة وتبدأ السهرات الرمضانية في الاستعداد ، بكل صدق في هذه الأيام من شهر شعبان نرى بارواحنا قدوم شهر رمضان ونستقبله بكل حفاوة واستقبالا حقا يليق بهذا الضيف الكريم ؟ وفي التاسعوالعشرين من شهر شعبان ننتظر الرؤية بكل شوق والكل يتسائل بلهف بل ويتنبأون شوقا بهلول الشهر فمنهم من يقول رمضان غدا ومنهم من يقول بعد غد ومن من يمازح ويقول رمضان بعد ثلاثة أيام ونصف ،، رغم أنه لم يبقى إلا دقائق معدودة على ثبوت الرؤية ويتضح الأمر ولكن من كان في أنتظار حبيب له فهو دائما في كل ثانية مشتاق لقدومه ، وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ، تتعالى الأصوات بالفرح والسرور والتهاني والأحضان ونشعرجميعا بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادراماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويستقبلون أول ليلة من ليالي رمضان بالفرحة وفي استقبال أولى ليالي المسحراتي والذي يكون الحديث عنه في ذكرى جديدة من ذكرياتنا مع قرية مرصفا ؟؟ ومع أول ليلة من الليالي الجميلة لهذا الشهر تسمعطبلة المسحراتي في القرية ، فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ، حتى الصغار كانوا يظلون يبنون في الشوارع كوانين والتي هي عبارة عن طوب له فتحه بجانب الأرض لدخول الورق والحطب وفوهه من الأعلى كي توضع عليها كنكة الشايوحتى الذي لا يصوم من الأطفال كان يحرص علي السهر وسماع المسحراتي والجلوس على مائدة السحور ، أتذكر أبي عليه رحمة الله حينما كان يلفني في جو الشتاء القارص وأنا صغير بعبائته وكثيرا ما حن قلبه علي من الهسر الطويل ويقول لي نام وحينما يأتي المسحراتي هصحيك فكنت أعاند وأظل مستيقظا بعين ونائما بالعين الأخرى ولكني كنت أتماسك حتى لا يغلنبني النوم ويفوتني المسحراتي بصوته العزب وطبلته الجميلة ، الآن وأنا أكتب أستشعر حلاوة هذه الأيام وأتذكر أبي عليه رحمه الله وجميع أفراد عائلتي حتى أنني أستشعر جو الشتاء وأستمتع جدا حينما أتذكر تواشيح الفجر من المساجد المجاورة لنا مسجد سيدي الصياد ومسجد أبو حشيش والمؤذنين يرفعون أصواتهم ) إشرب وارفع....إشرب وارفع وصلي على النبي ، ينبهونا أن الوقتقد أزف وأن نتوقف عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر ما أعظمها من عادات جميلة جدا، ونذهب لأداء صلاة الفجر، وكنت أحرص على الذهاب مع أبي فرحة بأول يوم وبعد ذلك يبدأ التكاسل والنوم وتفاجأ بأن الحركة في البلد تشبه فترة الظهيرة من كثرة الناس والإضاءة التي توجد في كل مكان ,وكأنصلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة- وكنا نحن الأطفال في رمضانلنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيسبشكلها الحالي، فكان الميسورين في القرية يشترون فوانيس من بنها أو من الذي يبتاعها بعض المحلات في القرية وهناك أسر كانت تذهب للأسطى سعيد رحمه الله أشهر سمكري وكان يصنع بعضاً من الفوانيس الجميلة أو يقوم بلحام الفاونيس القديمة لهم )
[size=21]وكان يصنع فوانيس ،لا تختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعةونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغاني رمضان الجميلة وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام مسجد أبو حشيش على بوابة المشايخ للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوتالمدفع أولا ثم صوت المؤذن، فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييه) ونحن نردد أغنيتنا الجميلة التي تاهت من أذهان الكبار قبل الصغار " المغرب أذن افطر يا صايم والسمسم عايم على وش الميه " لا أستطيع التذكر هل لها تكلمة غير ذلك أم لا ولككنا كنا نقولها بشغف وحب ولا نقولها إلا وقت إطلاق المدفع وأذان المغرب ونغنيها بصوتنا الصبياني الرفيع المتناسق ، ونذهب إلي البيت لنلتهمالفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأن رمضان كانيأتي في شهور الصيف أنذآك وكما كان يسميها الجيل القديم بالقرويحة، في أيام طفولتي كنت لسبب لا أعرفه أربط سحر رمضان بالصيف حتى فوجئت بحقيقة علمية( كانت مزعجة لي في وقتها) أن رمضان يتقدم نحو الشتاء بمعدل عشرة أيام سنويا" كنت أنظر بتحسر كل سنة الى هذا الشتاء الزاحف نحو رمضان والذي يفقده بنظرالطفل وقتها روعة رمضان وجوه السحري المهم أننا بعد أن نأكل الطعام الشهي الخاص بهذا الشهر )كنا نستمع لفوازيررمضان (نيللي ثم سميرغانم- شيرهان عودة ريما لعادتها القديمة للرائعة زوزو نبيل وغيرها من الروائع الرمضانية ) لم نكننري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما أفقد بكل صدق علي جمال وروحانية هذا الشهرالمبارك.وبعد ذلك تتجمع الصبية في الشارع ونلعب كل الألعاب الإستغماية- عسكر وحرامية- بلطج وما أبشعها لعبة خاصة في هذا الشهر الفضيل حيث أنها بالتأكيد تشبه حلبة مصارعة حقيقية ، كنا نرسم مربعا على الأرض بأي شيئ بعصا قطن أو قطعة من الفحم أو الطبشور حتى يظهر المربع ويكون هو بمثابة حدود اللعبة فكل فريق كان لزاماً عليه أن يكون معه فتوة المنطقة وتبدأ اللعبة على ما أتذكر أن واحد من الفريقين يبدأ بالنزول أمام الفريق الأخر وفي بداية نزولة إلى الجولة يقول بطلج إستعداداً لنزوله ويرد عليه الفريق الأخر بلطج نار ثم يصول ويجول وكل لمسه من يده إلى أحد اطراف الفريق الأخر يطلع خارج الحلقة وأن لم يفلح في ذلك وتمكنوا منه كانوا يضربوه ضرباً مبرحا حقيقياً المهم يظل يحاول وكلما لمس بيده أي طرف من الفريق الأخر يخرج من اللعبة حتى تنتهي اللعبة أخيرا بشخصين فقط وكانت هذه فعلا أشبة بحلقة مصارعة حقيقية فكان الضرب فيها حقيقيا وكل منهم يريد فوز فريقه وكانت اللكمات والشلاليت تجعل الكبار والمارين في الشارع للوقوف والمشاهدة ، وكانت تشق ملابسنا أحياناً كثيره وما أكثر الأيام التي قطعت فيها قمصاني وما أكثر اللكمات التي كانت ما تنتهي أثارها إلا بعد شهر رمضان ليس علي فقط بل على الجميع وما أصعبها ليلة حينما أخذت لكمه بوكس على صرصور ودني من جاري صابر سليمان أفقدتني الوعي وأزلمتني الفراش ؟؟ هذه كانت أصعب وأصدق لعبة كنا نلعبها في خلال شهر رمضان سنة 1986م وكانت البنات تلعب (الأولة). وكنا نلعب ونمرح إلى أي وقت شئنا دون تقيد بالوقت أو تذمر من الأهل لأن أيام رمضان كلها سعادة وأمن وإطمئنان وحركة السير في الطرقات لا تنقطع أبدا طوال الليل إلى طلوع النهار ،، كنا نحب مع بداية أيام رمضان أن ننتظر عم عبد الحفيظ مسحراتي منطقتنا رحمه الله ونمشي معه بالفوانيس أم شمعة وأحيانا الكهربائية[/size] ومن العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بمواسم رمضان ويسمي(الموسم) يقوم الأب بإرسال موسم ابنتهويتكون طيور وحمام وأرز وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير؟؟ هذا إن وجد الأخ الكبير حقا محل الأب في هذا الزمن ؟؟؟، يظل هذا العرف متبع حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لأخواتهم المتزوجين أو عماتهم ،وهيمن العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ، والحمد لله أنها شبه موجودة حتى الأن في قريتنا والخير كتير ، فشهر رمضان بكل صدق يقرب الجميع وتتلاشى الأختلافات والتخاصم والفرقة عن باقي شهور السنة . وغداً إن شاء الله نكمل الحديث عن مسحراتي بلدنا مع تفصيل أكتر مع تحياتي محمد مراد المرصفي [/size]
| |
|
ALYSA&MOOO نجمة المنتدى
عدد الرسائل : 307 . : تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: رمضان والمسحراتي في قرية مرصفا الثلاثاء أغسطس 18, 2009 10:57 pm | |
| بصراحة موضوع جميل جدا ومميز وأنا قلتلك قبل كدا أن أسلوبك المميز بيزيد المنتدى جمالا بحيك أخي الكريم على كل ما تكتبه من روائع التراث والذكريات لديك تقبل مروري | |
|
ALYSA&MOOO نجمة المنتدى
عدد الرسائل : 307 . : تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: رمضان والمسحراتي في قرية مرصفا الثلاثاء أغسطس 18, 2009 10:59 pm | |
| بصراحة موضوع جميل جدا ومميز وأنا قلتلك قبل كدا أن أسلوبك المميز بيزيد المنتدى جمالا
بحيك أخي الكريم على كل ما تكتبه من روائع التراث والذكريات لديك
تقبل مروري | |
|