مهند مجدي عضو جديد
عدد الرسائل : 131 العمر : 30 . : تاريخ التسجيل : 02/04/2009
| موضوع: آداب الصيام وسننه الجمعة أغسطس 21, 2009 4:49 pm | |
| آداب الصيام وسننه ينبغي على الصائم أن يتأدب بالأدب الشرعي في صومه .. وسنذكر بإذن الله تعالى جملة من الآداب والسنن والواجبات التي ينبغي على الصائم أن يأتي بها :
أ- السحور : وهو من السنن ، فيسن الحرص عليه ، وتأخيره ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) .. فهو غداء مبارك ؛ بشهادة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ، وفيه مخالفة لأهل الكتاب ، وقد شرع لنا مخالفتهم ..
ب- ومن السنن : تعجيل الفطر لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ : ( لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر ) رواه البخاري ..
ويسن للصائم أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فتميرات ، فإن لم يجد فيفطر على ماء ، وقد جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء . ) رواه الترمذي 3/79 وغيره وقال حديث حسن غريب وصححه في الإرواء برقم 922 ،
ولقد ثبت طبياً أثر البداية على الرطب أو التميرات ومن ثم الماء ... ؛ لأن الإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين : وهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .
جـ- ويسن له أن يقول بعد إفطاره ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كان إذا أفطر قال : ( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود ، وحسنه الدارقطني إسناده 2/185 .، وفي الباب أحاديث لا تثبت .
د- ومما يجب على الصائم : البعد عن الرفث لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ ( .. إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث .. ) رواه البخاري .. والرفث : هو الوقوع في المعاصي .. وقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، البخاري .
وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات كالغيبة والفحش والكذب ، فربما ذهبت بأجر صيامه كله ، وقد روي : ( رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ) . رواه ابن ماجه ، وفيه اختلاف في رفعه ووقفه .
هـ- وينبغي على الصائم أن لا يصخَب ؛ لما ثبت عنه _ صلى الله عليه وسلم _ : ( وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم ، إني صائم ) ، فواحدة تذكيراً لنفسه ، والأخرى تذكيرا لخصمه .
إن الناظر في أخلاق بعضنا في الصيام يجد خلاف هذا الخُلق الكريم ، وانظر في ذلك مثلاً حال الناس أثناء السير بسياراتهم في الشوارع، فما إن تتأخر لحيظة عند الإشارة وقد أصبحت خضراء إلا وأرتال المنبهات تنهال عليك من السيارات حولك ، وكأنك قد ارتكبت منكراً عظيماً .. بل لربما سمعت الشتائم من هنا وهناك ، وكأننا في ضغط نفسي ... بل بعضهم يتهجَّم ويتكتَّم ( يتنرفز ) ؛ لأتـفه الأسباب ، بل تراه مستعداً متحفزاً للشجار مع أي أحد حتى مع نفسه ، ولو كلمته لقال : ( تراها واصلة ، تراني صايم ) !! ، فالواجب ضبط النفس ، والصوم راحة وجنة ووقاية ... ، والأحرى بكل واحد منا أن يهذبه صومه وأن يتبع فيه هدي النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ...
وعليه فلا بد من السكينة والهدوء وحسن الخلق والبشاشة ..
و- ويكره الإكثار من الطعام ، لحديث ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنٍ .. ) رواه الترمذي رقم 2380 وقال هذا حديث حسن صحيح .. وكثرة الأكل تجلب النعاس والخمول ، الشهر شهر عبادة وطاعة .. بل إن الفائدة التي تحققت بالصوم من راحة الجسم ، تزول بكثرة الأكل ، بل لربما أدى ذلك إلى عسر الهضم وآلام المعدة ، فحيث كانت المعدة في أثناء النهار في راحة ، إذا بأرتال اللحوم والشحوم والمشارب وألوان الطعام تنهال عليها !! .. أضف إلى ذلك الثقل الذي يراه أحدنا إذا أكثر من الأكل وقت صلاة التروايح ، بل بعضهم يكثر من أكل ما به رائحة فيؤذي المصلين ..
ولعل ما ينبغي التنبيه عليه أننا نجد كثيرين يستعدون لشهر الصوم بأنواع من المآكل والمشارب !! فتراهم يتزاحمون على أماكن التموين وبيع المواد الغذائية وكأنهم مقدمون على مجاعة !!
ومع ما بيناه من أثر سلبي من كثرة الأكل ... فإن له مضرة أخرى ألا وهي إشغال وقت النساء بالطبخ وإعداد أصناف وألوان الطعام ، مما يفوت عليهن الأوقات الشريفة واستغلالها بالطاعة ..
ز- ومما يندب له ويستحب في هذا الشهر بالذات : الجود بأنواعه .. بالعلم والمال والجاه والبدن والخُلُق .. فقد مرَّ بنا ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ) .
فكيف بأناس استبدلوا الجود بالبخل والنشاط في الطاعات بالكسل والخمول فلا يتقنون الأعمال ولا يحسنون المعاملة متذرِّعين بالصيام .
بل إن مما يرجى أن يكون من أسباب دخول الجنة الجمعَ بين الصيام والإطعام ؛ كما جاء في الحديث : ( إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أحمد 5/343 وابن خزيمة رقم 2137 وقال : إن صح الخبر ، وقال الألباني في تعليقه : إسناده حسن لغيره ، والحديث جاء من وجهين ضعيفين ، والله تعالى أعلم .
ومن أوجه الجود في هذا الشهر الكريم تفطير الصائمين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء . ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : والمراد بتفطيره أن يُشبعه . الاختيارات الفقهية ص : 109
وقد آثر عدد من السلف ـ رحمهم الله ـ الفقراءَ على أنفسهم بطعام إفطارهم ، منهم : عبد الله بن عمر ، ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل وغيرهم . وكان عبد الله بن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
ح- ويسن في رمضان أداء صلاة التراويح جماعة في المساجد : وهنا يجب التنبيه على الحرص على الصلوات في وقتها ، وأنه يجب على الرجال صلاة الجماعة في المساجد وأنه لا يسعهم التخلف عنها .
وأذكر فضل قيام رمضان ؛ فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) . وجاء في قيام ليلة القدر بخصوصها أن فضلها غفران ما تقدم من الذنوب ، وقد تقدم الحديث في ذلك . ولذا فلا بد لنا من أن نستغل هذا الأجر العظيم والفضل الكبير ، وأن نحرص على أداء التروايح مطمئنين خاشعين ... وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . | |
|