قصتنا هذه المرة قصة رومانسية حدثت في العهد الفيكتوري في القرن الثامن عشر حيث أشتهرت جرائم القتل باستخدام الزرنيخ الذي سمي بالقتل النظيف حيث لا دماء تراق ولا صراخ لنما قتل صامت!!
في قصتنا يقضى فيها الحبيب ويدفع حياته ثمنا لمشاعره وبقاءه على العهد!!
قضية مادلين سميث قصة شهيرة تناقلتها وسائل الإعلام آنذاك ووردت في كثير من الكتب والمجلات
أبطال قصتنا شابة نبيلة من أسرة ثرية وشهيرة في عصر الارستقراطية والبرستيج اسمها مادلين تبلغ من العمر 22 عاما نشأت في جلاسكو كأي فتاة مترفة، وشاب فقير مهاجر من جيرسي اسمه إيميل آنجلير يعمل بائعا في محل لأحد التاجر، التقيا أول مرة في ربيع 1855 وأصبحا صديقين خلال أسابيع قليلة واستمرا في المراسلة حتى بعد انتقال مادلين مع أسرتها إلى المصيف خلال فصل الصيف وزاد تعلق كل منهما بالآخر يوما بعد آخر واتفقا على الزواج بالسر.
مادلين سميث
إيميل آنجلير
كانت خادمة مادلين واسمها كريستين تقوم بإيصال الرسائل بينهما وتمت خطوبتهما بالسر على أن يكون الزواج في العام المقبل أي عام 1856 ، في شهر يونيو أقام والد مادلين السير سميث حفلا في قصره وكان من بين المدعوين رجلا نبيلا اسمه وليام ميونخ الذي تعرّف على مادلين وأعجب بها ثم ما لبث أن تقدم لخطبتها بعد ذلك بعام بمباركة الأب الذي كان حريصا كأي ارستقراطي في ذلك الحين على ارتباط ابنته برجل نبيل مثلها في تلك الفترة بدأت مادلين بالابتعاد عن ايميل وقلت رسائلها إليه وعندما أعلنت الخطبة طلبت منه أن قطع العلاقة وأن يعطيها رسائلها حينها جن جنون إيميل ورفض أن يعطيها رسائلها وهددها بأن يخبر أباها عن تفاصيل علاقتهما ويريه رسائلها إليه ، خشيت مارلين على مستقبلها ومستقبل زواجها من ويليام إذا ما علم بالأمر فرضخت لأمر ووافقت على استمرار علاقتها بإيميل سرا.
في 21 فبراير من ذات العام ذهبت مادلين إلى صيدلية عامة وطلبت كمية من الزرنيخ بستة شلنات انجليزية وأخبرت البائع بأنها تريدها لقتل الفئران ووقعت على وثيقة الشراء حيث كانت هناك وثيقة آنذاك تحتم على المشتري التوقيع وذكر سبب الشراء عند شراء الزرنيخ أو أي مادة السامة، وكانت مادلين تلتقي بإيميل في تلك الفترة وقد لوحظ تدهورا واضحا في صحته يوما بعد آخر واستمرت مادلين في شراء الزرنيخ ثلاث مرات أخرى وحالة إيميل تتفاقم لكن أحدا لا يدري عن علاقته بمادلين حتى وافاه الأجل ومات في الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 23 مارس 1857 م
بعد أسبوع من موته وجد المحققون رسائل مادلين إلى إيميل في مكان سكناه وتم القبض عليها والتحقيق معها ولأنها شخصية معروفة فقج انتشر الخبر وذاع صيت القضية وأثارت الرأي العام، أنكرت مادلين تسميمها لإيميل وقالت بأنها قطعت علاقتها به بعد إعلان خطبتها للسير ويليام و قالت بأنها أشترت الزرنيخ لقتل الفئران وبعد جلسات عديدة أعلنت المحكمة براءتها لعدم توفر الأدلة والشهود
بعد انتهاء القضية فسخ السير ويليام خطوبته بمادلين التي انتقلت بعدها إلى لندن وتزوجت من مصمم معماري بعد ذلك بقليل وانجبت منه طفلين ثم انفصلا بعد 28 سنة من الزواج، هاجرت مادلين إلى أمريكا وعاشت في نيويورك وماتت فيها عام 1928 في 12 ابريلبعد أن عانت من مرض كلوي
إلى الآن لا أحد يعلم حقيقة ما حدث لإيميل آنجلر البائع الفقير المهاجر من جيرسي ،،، العلم عند الله وحده
القصة السادسة السمك غذاء فريد وعجيب يحبه الكثيرون ولا غنى لهم عنه لما يحويه من معادن وبروتينات وفيتامينات لكنه قد يكون سببا للموت وأداة للقتل!!
سجلت دراسات كثيرة في أنحاء متفرقة من العالم ارتفاع نسبة مثيل الزئبق في الأسماك التي تعدت حد المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية وهو جزء واحد من المليون يمكن أن يتحمله الفرد بعدها تبدأ سمية الزئبق بالظهور
يتم انتاج من 2700 إلى 6000 طن سنويا الزئبق طبيعيا على شكل غازات من القشرة الأرضية والمحيطات
إلا أنه تقريبا من 2000 إلى 3000 طن أخرى يتم إنتاجها من قبل نشاطات الإنسان كالحرائق و مخلفات الصناعة خاصة من حرق الأحفورات كالفحم سنويا
ومما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن بخار الزئبق ينتقل بسهولة عبر الهواء ويتم ترسيبه على الأسطح المائية كالبحار والمحيطات والمياه العذبة وعلى الأراضي الزراعية، تذوب كميات من هذا الزئبق في الماء ويقوم نوع خاص من البكتريا بتحويله إلى ميثل الزئبق نوع آخر أكثر سّمية، تمتص الأسماك ميثل الزئبق عبر الخياشم ثم إلى الأجزاء المائية منها ، الأسماك الكبيرة أكثر عرضة إلى ميثيل الزئبق من الأسماك الصغيرة فضلا عن تعرضها له عبر خياشيما فإنها تحصل عليه أيضا عن طريق التهامها للأسماك الصغيرة التي تحوي كميات منه أيضا وبذلك يزيد تركيزه في خلاياها
يرتبط ميثيل الزئبق بالأغشية البروتينية وفي عضلات السمكة ولا يمكن التخلص منه بواسطة الطبخ والحرارة، تتشير الدراسات بأن جميع السمك يحوي كميات من ميثيل الزئبق ولكنه يختلف في تركيزه من سمكة لأخرى ومن نوع لآخر حسب موقع مصدر هذه الأسماك ففي المناطق الصناعية التي تنتج الزئبق ضمن مخلفاتها يكون مستوى الزئبق في الأسماك مرتفع ، بشكل عام الأسماك في الوضع الطبيعي تحوي 0.01 إلى 0.5 جزء من المليون والقليل جدا يتعدى حدود الخطر وهو 1 جزء من المليون كما حددته منظمة الصحة العالمية كخطر على صحة الإنسان
أول حادثة سجلت جرّاء تسمم الناس بميثيل الزئبق كانت في اليابان في ولاية مينيماتا عام 1960 وراح ضحيته 111 شخص حيث ظهرت عليهم آثار تلف في الدماغ ، أشارت الدراسات أن هؤلاء كانوا يتغذون على السمك بشكل شبه يومي مما زارد من تركيز ميثيل الزئبق في أجسامهم وبدأت تظهر عليهم آثار المرض
تلت هذه الحادثة حادثة أخرى في اليابان أيضا في ولاية نيجاتا حيث تسمم 120 شخص بميتيل الزئبق وعند فحص الأسماك في تلك المناطق وجد أن تركيز ميثيل الزئبق يتراوح ما بين 9 و 24 جزء من المليون حتى أنه في بعض الأسماك تعدى 40 جزء من المليون!!
جدير بالذكر أن أعراض المرض وهو اختلال وتدهور في الجهاز العصبي قد تستمر سنوات من بداية دخول هذا المركب إلى الجسم حتى الوفاة
ظهرت هذه المشكلة في العراق عام 1961 وفي باكستان عام 1963 وفي غواتيمالا عام 1966 حيث تعدى عدد المصابين بالمرض 30 شخص في كل بلد
أخيرا هل نتوقف عن أكل السمك؟!!بالطبع لا فمتخصصو الأكلات البحرية في منطمة الصحة العالمية ينفون ذلك ويوصون بتنويع الأسماك وعدم الاعتماد على نوع واحد شريطة تناولها في حدود المعقول وعدم الافراط كما أنها أوصت بالابتعاد عن أكل سمك القرش وأبو سيف خاصة للحوامل لأنها تحوي كميات أكبر من ميثيل الزئبق من الأسماك الأخرى
bosy