مرصفـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةنبض كل عاشق*أحدث الصورالتسجيلدخولراسلنا

 

 اللحظات الاخيره

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نفرتيتى

نفرتيتى


عدد الرسائل : 18
العمر : 39
. : اللحظات الاخيره Allah_10
تاريخ التسجيل : 31/05/2008

اللحظات الاخيره Empty
مُساهمةموضوع: اللحظات الاخيره   اللحظات الاخيره Icon_minitimeالسبت مايو 31, 2008 3:28 pm

اللحظة الأخيرة

اللحظات الاخيره Shaba_01
آفة كثير من المصريين عدم إتمام أي شيء إلا قبل موعده بساعات فقط.. وربما لحظات قليلة، حتى أن البعض لا يتمكن من إتمام أعماله أو إنهاء مهامه إلا مع تعرضه لضغط نفسي؛ بسبب ضيق الوقت واقتراب اللحظة الأخيرة. ولا يختلف حال الطلاب المصريين كثيراً، فمعظمهم يتعمّدون المذاكرة غالباً في اللحظات الأخيرة، وليلة الامتحان تحديداً.
يهلّ موسم الامتحانات -الذي يتكرر مرتين كل عام في بلادنا- فيهرع طلاب الجامعات لجمع أكبر قدر من المذكّرات والملازم وكل ما تطاله أيديهم من أوراق. فلا تتوافر لديهم رفاهية فتح الكتب التي يفرض بعض الأساتذة شراءها كشرط أساسي للنجاح في مادتهم ليكون مصير تلك الكتب في النهاية طبقات من التراب تتراكم عليها فوق الأرفف، أو ينتهي بها الحال في عربة كارّو يجرها حمار يقودها بائع روبابيكيا أجش الصوت زهاء جنيهات معدودة. ويلجأ الجميع إلى مَلازم تحوي تلخيصاً "مخلصاً" للمحاضرات، أما الكتاب فيتمكنون من الإجهاز عليه في سويعات قليلة ليلة الامتحان، ثم بلعه وهضمه مع ساندوتش لذيذ وكوب شاي ساخن من يد ماما.
أتذكر ذلك اليوم جيداً عندما طلب مني أحد الزملاء أن أصحبه لشراء ملازم إحدى المواد المستعصية على الفهم وهو ما ينطبق على جميع المواد بالنسبة له!، ورغم أنه يحرص على حضور جميع المحاضرات ولكن في كليات أخرى ليس بينها كلية الآداب التي ندرس بها سوياً! فذهبنا في جولة إلى المكتبات المنتشرة بكثرة حول الجامعة في كل شارع وعطفة، وعلى الأرصفة، وحتى تحت بير أي سلم!!.
كان يقصد مكتبة دون سواها تخصصت في بيع ملازم يعدها أحد "المعيدين" كما قيل، فيتكالب الجميع على شرائها وحفظ ما بها دون مراجعة أو تفكير في هوية كاتبها، وهو ما يفسر تطابق إجابات عدد كبير من الطلاب في الامتحان الواحد في كثير من الأحيان.

عندما طالعنا الاسم المطبوع على الملزمة أبدى زميلي دهشة، وأكّد أنه يعرف كاتب هذه الأوراق، فهو أحد "المعيدين" لكن من الذين يعيدون دخول الامتحان عدة مرات بسبب الرسوب.. كان واحدا من الذين يأخذون على عاتقهم مساعدة الطلبة بتجهيز جرعات مكثفة تعينهم على هضم المناهج الدسمة. في نفس الوقت فهي فرصة جيدة للكسب وعمل "قرشين حلوين" قبل التخرج. وبثقة غريبة رفض صديقي شراء هذه الأوراق!.. لأعرف فيما بعد أن لديه مصدراً آخر موثوقاً بدرجة أكبر.

كان زميلي يحرص أن تكون له صداقات مع جميع الزملاء خصوصاً هولاء (الفرافير) من فئة "ميشو" و"توتتة" ذوي الآذان المرهفة التي لا تسمع سوى نغمات إم بي ثري، وأحدث نغمات الموبايل، وآخر كليب لكل مطرب، ولا تقوى على سماع صوت الأساتذة المبحوح في الميكروفونات داخل قاعات المحاضرات. فتضطرهم الحساسية المفرطة في الآذان والعقول لأخذ دروس خصوصية مع بعض المعيدين! (المعتمدين بخاتم الكلية هذه المرة)؛ بغرض الحصول على ملزمة تحوي تلخيصًا لكل مادة، وتوقعاتهم المرئية لأسئلة الامتحانات، والتي كانت تصل إلى يد صديقي في النهاية!
وإلى هنا كان ينتهي دور صديقي، ويحين دوري، فيعهد إليَّ بما تحصَّل عليه من أوارق دفع ثمنها "توتتة" و"ميشو".
كنت أطالع تلك الملازم فأتعرف كاتبها بمجرد النظر في صفحاتها الأوَل، فدائماً ما كان يستخدم نفس الكلمات وأسلوبه ثابت لا يتغير، والغريب أن نفس الأخطاء دائما ما تتكرر في كل مادة؛ لأنه كان يجري تعديلات طفيفة قبل أن يعطيها لـ"ميشو" و"توتتة".
كانت لي طقوس قبل الامتحان فأتقمص دور الساحرة، ولكن بدون "طرطور" و"مقشة"، ولا الضحكة المميزة: (هي هي هي هيييه) -وهو دور ليس جديداً عليّ بالمناسبة؛ فقد أديت دور إحدى ساحرات شكسبير الثلاثة في رائعة (ماكبث) ذات مرة في إحدى المحاضرات لأبدأ في إعداد خلطة سحرية تجمع المحاضرات -التي كنت أحرص دائما على حضورها بانتظام- وبعض مراجع النقد والتحليل.. وفي النهاية.. إضافة لمسة شخصية (نَفَس)؛ لتكتمل الطبخة.. أقصد الأوراق السحرية التي أستعين بها قبل الامتحانات.
سارت الأمور على ما يرام في جميع الامتحانات.. وقبل أحد الامتحانات بأيام توفيت جدتي -رحمها الله- فلم أتمكن من إنهاء إعداد الخلطة الخاصة بتلك المادة، فتطوع زميلي لكي يقوم بدور الساحرة هذه المرة، وينهي الخلطة، وافقته على مضض ليس خوفًا من أن يطّلع على سر المهنة، ولكن انتابني القلق.. وبالفعل قرأت هذه الأوراق التي أَعَدَّها -في اللحظات الأخيرة- ليلة الامتحان متيقنا أن هذا لن يغير من الأمر شيئاً؛ فلن أتمكن من النجاح في هذه المادة.. هيأت نفسي للأمر تماما.. كلمة "دور سبتمبر" ستومض بفلاش أحمر لتضيء شهادة التخرج.
ولكن العجيب أنه يوم إعلان النتائج قابلني زميلي بابتسامة ماكرة قائلاً: "أيوه يا عم.. مين قدك؟ أقول إيه: مووس؟.. لأ .. أقولك: "هاري بوتر".. وناقصه مقشة"! فقد كانت درجاتي في هذه المادة أعلى من درجات زميلي، وحصلت فيها على تقدير جيد جدّاً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد عبدة
وسام المشرف المميز
وسام المشرف المميز
احمد عبدة


عدد الرسائل : 90
. : اللحظات الاخيره Allah_10
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

اللحظات الاخيره Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللحظات الاخيره   اللحظات الاخيره Icon_minitimeالأحد يونيو 01, 2008 2:28 am

موضوع جميل يا بنت الفراعنة

واشكرك على سرد الموضوع واشكرك على

التقدير ومبروك الجيد جدا

وهنا تستحقى امتياااااااااااااااااااااااز

واقبلى مرورى

احمد عبدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
ADMIN
ADMIN
Admin


عدد الرسائل : 1042
العمر : 48
. : اللحظات الاخيره Allah_10
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

اللحظات الاخيره Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللحظات الاخيره   اللحظات الاخيره Icon_minitimeالأحد يونيو 01, 2008 6:37 am

بحييكي بجد على موضوعك الأكثر من رائع ولأول مرة شخصية في منتدانا هذا تتلكم عن موضوع وتضع أمثلة جميلة من الحياة والتي عاشتها أختنا نفرتيتي فتقبلي مني كل الأحترام والتقدير الدائم ودوما للإمام بمواضيك وردود المميزة ؟؟؟

دمتي لنا

Admin
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marsafa.ahlamontada.com
 
اللحظات الاخيره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرصفـا :: 
المنتديات العامه
 :: منتدى الثقافه والحوار
-
انتقل الى: