سمر
عدد الرسائل : 400 العمر : 43 . : تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: حب الرفقة أو العشرة الأحد يونيو 01, 2008 11:11 pm | |
| حب الرفقة أو العشرة نادراً مايستمر الحب الرومانسى الذى تحدثنا عنه بكل توهجه مدة طويلة، فهو كلمبات الفلورسنت لها عمر إفتراضى وغير قابلة للشحن، ولكن عادة ما يستبدل هذا الحب الرومانسى بحب آخر وهو ما يطلق عليه حب الرفقة أو العشرة، وهو نوع آخر من الحب أكثر توازناً وثباتاً، ويقوم على المشاركة والتفاعل والثقة والإحتضان أكثر منه على العواطف الجياشة والإنفعالات الحادة. حب الرفقة أو العشرة ليس فى معظم الأحيان بديلاً حزيناً لحب رومانسى مأسوف عليه، ولكنه وإذا حميناه من الوقوع فى هوة الروتين والعادة سيصبح هذا الحب مثيراً ومقنعاً ومرضياً من كافة النواحى وخاصة الجنسية، وسيجد كل طرف بالضرورة جوانب ممتعة فى الطرف الآخر، ولذلك يعتبره الكثيرون أكثر أنواع الحب أماناً وصموداً، هذا الحب فى رأى علماء النفس هو مايميز علاقات الزواج الناجحة التى يستطيع فيها الطرفان تحمل المسئولية والعمل وتربية الأطفال وممارسة الهواية وإكتساب الأصدقاء، إنه بإختصار الحب الذى يتعامل مع "الواقعى" ولا يتعامل مع "المثالى" أو "الخيالى".
كيمياء الحب بعد أن رسمنا دورة الحب، نسأل كما سأل الكثيرون هل للحب جانب بيولوجى مادى نستطيع قياسه؟، وهل تتحكم فيه مواد كيميائية نستطيع ملاحظتها؟ يجيب العلماء: نعم، ويؤكدون إجابتهم ويوثقونها بالأدلة والبراهين، فعلماء البيولوجى يشيرون إلى أنه منذ مئات القرون كان نجاح التكاثر مرتبطاً بشكل أو بآخر بالحب، فإقتراب الإنسان الأول من رفيقته خلال حملها وولادتها ومنحه لهذا الكيان الصغير الحماية والطعام والحنو، من المؤكد أن ماكان يحركه فى هذه الحالة لم يكن سوى الحب وليس الجاذبية الجنسية. الحب هو ماجعل الإنسان الأول ينظر إلى رفيقة لا تنتمى له وراثياً أو جينياً، أى ليست أخته أو أمه أو بنته، وإنما غريبة بالنسبة إليه، لكن هذا السحر الغامض هو ماجعله يترك الكهف والصيد وينتمى إليها، وهذا بالطبع إنعكس على الكون بيولوجياً بتحسن النسل نتيجة زواج غير الأقارب. هناك دليل آخر ألقى الضوء على الجانب البيولوجى للحب قدمه العالم النفسى "ستانلى شاشتر" فى عام 1964 حين صاغ نظريته التى بناها على أساس الإستجابات النفسية المصاحبة للعواطف والإنفعالات مثل ضربات القلب، عرق اليدين، التنفس السريع.. طبقاً لهذه النظرية أصبح التمييز بين الحب والغضب والغيرة وغيرها لا يعتمد على ردود أفعال الجسم فقط بل يعتمد على الطريقة التى نترجم بها هذه الخبرات، ولذلك فالحب طبقاً لهذه النظرية هو إثارة فسيولوجية ترجمت بطريقة معينة. نأتى إلى الشرح الذى قدمه الطبيب النفسى ليبفيتز، وهو تفسير أكثر معقولية وأقل غموضاً من النظرية السابقة، لأنه بالفعل يشرح ما نستطيع أن نطلق عليه "كيمياء الحب"، وهو بالفعل الإسم الذى أطلقه هذا العالم على كتابه الذى أصدره فى عام 1983، وقال فيه إن الإثارة التى نحسها فى الحب الرومانسى ما هى إلا نتيجة مباشرة لنسب وأمواج متتالية من مادتين مهمتين من المرسلات أو الموصلات العصبية [/size][size=25]NEUROTRANSMITTORS]. وهما مادتات الدوبامين والنورإبينفرين، وهما اللذان يحملان الرسائل والشفرات الكيميائية ما بين الخلايا العصبية فى المخ، فمثلاً عندما يرى الشخص ما يجذبه فى الطرف الآخر تبدأ الإثارة الكيميائية بواسطة هذه المواد التى يسبح فيها مركز الإستمتاع فى المخ، أى أن دقات التلغراف الأولى تكتب بواسطة هذه المواد والتى يستطيع فك شفرتها واحد فقط، وهذا الواحد لن يكون عامل التلغراف بل سيكون المحبوب الذى يمنح رسالة حبيبه كل مهارته فى الترجمة الفورية. يعتقد هذا الطبيب النفسى أن الحب الرومانسى الشديد وخبراته التى تزلزل الكيان من الممكن أن تنسب إلى مادة ثلثة وهى مادة السيروتونين التى تصل لنسب مرتفعة فى هذا النوع من الحب، بينما فى حب الرفقة أو العشرة تسود مادة أخرى وهى من المواد شبه المخدرة، ويطلق عليها إسم "الإندورفين" والتى تعطى هذا الحب هدوءه وتكسبه عقلانيته من نظرية ليبفيتز أيضاً نستطيع أن نفسر سر التصدع النفسى الذى يصيب الحبيب حين يحدث الإنفصال، بأنه مثل الأعراض التى تظهر على المدمن حين يتم سحب المخدر، وبالطبع سيغضب الشعراء والمبدعون من هذا الطبيب لأنه يهدد إيمانهم العميق بغموض وقدسية الحب، كما هددهم من قبل رائد الفضاء "أرمسترونج" حين كشف لهم عن وجه القمر الكئيب. هل سيهجر الحب بيت الشعر لكى ينام على "بنش" المعمل؟، هل سيصم أذنيه عن إيقاع الموسيقى لكى يستمع إلى رتابة المعادلات وأصوات الدوارق وأنابيب الإختبار؟، هل سيفلت من خيوط الشمس الذهبية لكى يتعلق بأوراق عباد الشمس القلوية والحمضية؟، وهل سيصبح الحب اللذيذ عاملاً مساعداً لثانى أكسيد المنجنيز؟!!!!. | |
|
احمد عبدة وسام المشرف المميز
عدد الرسائل : 90 . : تاريخ التسجيل : 29/05/2008
| موضوع: رد: حب الرفقة أو العشرة الإثنين يونيو 02, 2008 2:44 am | |
| من الاخر كدة من جمال الموضوع بردة خدنى وشدنى جدا ومش عارف ارد اقولك اية غير متالقة دائما يا سمر وتمنياتى لك بدوام التالق احمد عبدة | |
|
محمد أبو عرب
عدد الرسائل : 39 . : تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: حب الرفقة أو العشرة الإثنين يونيو 02, 2008 1:10 pm | |
| موضوعك جميل جدا يا سمر وأنا متابع مواضيعك من فترة رغم أني أنشغلت عن المنتدى إلا أني بردو رجعت لقيتك متألقه بالفعل وللأمام دائما يا سمر
محمد أبو عرب | |
|