سمر
عدد الرسائل : 400 العمر : 43 . : تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: الحب والزواج الخميس يونيو 12, 2008 3:55 pm | |
| الحب والزواج الحديث عن الحب بدون ذكر الزواج فى بلادنا كالحديث عن مشروع تجارى بدون ذكر رأس المال!، هكذا يقولون، ويقولون أيضاً أن الزواج مشروع إستثمارى فاشل، ويرد عليهم البعض - حتى فى أشد الدول إباحية - إنه برغم كل التقدم والخبرات ومعلومات علم النفس والإجتماع ومفاهيم الحرية والإستقلالية، برغم كل هذا فمازال الزواج أنجح الوسائل لإرتباط شخصين يحاولان ممارسة الحب ويرغبان فى الإجابة عن الأسئلة والإحتياجات لكل منهما. بالرغم من أننا لو وضعنا فى إمتحان الثانوية العامة للغة العربية سؤالاً يقول هات مرادف كلمة حب لن يجيب معظم الطلبة بأنه الزواج!، بالرغم من هذا إلا أن أساسهما النفسى شديد الشبه والقرب. هنا تواجهنا بعض المشكلات حين نتعرض لهذا الموضوع وأولها: هل لابد أن يوجد الحب قبل الزواج أم أن الحب من الممكن أن تخلقه العشرة؟ هذه مشكلة تواجه مجتمعنا الشرقى على وجه الخصوص وقد زادت فى الآونة الأخيرة، فسن الزواج قد إرتفع، مما يجعل الإختيار خاضعاً لأذواق المحيطين والأقارب والأصدقاء والمجتمع أكثر من خضوعه لرغبات القلب، وأصبح الخوف من العزوبية أو العنوسة شبحاً مخيفاً يغرس أنيابه فى رقاب الشباب فيستعان بالخاطبة أو بإعلانات الزواج فى الصحف من عينة "أريد زوجاً على خلق" و"أرغب فى زوجة ليست لها تجارب وتجيد أعمال الطهى والتريكو"!!، وصار البحث عن الرزق فى بلاد الغربة وغيرها شرطاً أساسياً لتوفير الحد الأدنى للحياة ومتطلبات الزواج، فيعود الشاب متسربعاً فى أجازته الصيفية يهمس فى أذن كل قريب وصديق "إبحث لى عن عروسة"، ويبدأ الجميع رحلة البحث تبعاً للمواصفات القياسية وطبقاً لشهادة الأيزو وليس تبعاً للعواطف أو طبقاً للمشاعر!. من أجل كل هذا صار التفكير فى الإجابة عن السؤال السابق مشروعاً ولايدعو إطلاقاً للسخرية، فالشاب أول ما "يشم نفسه" يكون مجال الإختيار قد ضاق وإنحصر فى مجال عمله وأقاربه بالكاد، أى أن الشباب حين يكونون مستعدين عاطفياً لا تسعفهم المادة، وحين يكونون مستعدين مادياً يخذلهم القلب والسن!. نأتى إلى مشكلة أخرى وهى كيفية إختيار الزوج أو الزوجة، فالطرق تختلف بداية من الإختيار ونحن فى "اللفة"، إلى الإختيار بواسطة الكمبيوتر، وبينهما درجات متفاوتة، وكل هذه الطرق لا نستطيع أن ندين واحدة منها ونفضل واحدة أخرى، نظراً لعدم وجود القاعدة الذهبية التى نستند إليها، بدليل أنه يوجد الكثير من علاقات الزواج التى كان معيار الإختيار فيها عاطفياً وإستقلالياً وللأسف فشلت، وبالعكس يوجد أيضاً الكثير من علاقات الزواج التى كان معيار الإختيار فيها تقليدياً بواسطة الأب والأم أو الأصدقاء وترتيب لقاء مقصود ومتعمد ونجدها لحسن الحظ قد نجحت، والعكس صحيح أيضاً، إذن لامفر من الإتفاق مع إبن البلد المصرى الذى يشبه الزواج بالبطيخة!. لكن هل نترك أنفسنا لنظرية "البطيخة" هذه دون أن ندق على أبواب العلم؟!، بالطبع لا، فعلماء النفس يقولون بالنسبة لهذه المشكلة أن هذا التناقض الظاهر والحيرة البادية وصعوبة الوصول إلى قرار، كل هذا ناتج من أننا لم نتعلم منذ الصغر كيف نحب؟، وكيف نعبر عما نحب لمن نحب؟، وكيف نستقبل المشاعر ونتواصل؟؟؟؟. هناك مشكلة أخرى تواجه من يتصدى للبحث فى هذه المسألة العويصة وهى: هل أتزوج ممن تقاربنى فى الذكاء والهوايات والمستوى الإجتماعى والإقتصادى والثقافى أم العكس؟، وهل الزواج من النوع الأول سيصبح زواجاً بين قطبين متشابهين موجب وموجب فيحدث التنافر، والنوع الثانى سيحدث فيه تجاذب لأنه بين قطبين مختلفين موجب وسالب. تتفق الأغلبية على أن الزيجات التى يقترب فيها المستوى الإجتماعى والثقافى...الخ تكون أنجح غالباً، وأن الزيجات من النوع الثانى ستفتقد لغة الحوار، وستصبح كأننا أجلسنا صينياً مع إنجليزى فى نفس الحجرة لابد لكى يتواصلا أن يصابا بالخرس!. نأتى إلى أخطر المشاكل، وهى مشكلة التوافق الجنسى بين الزوجين، وكيف نجعلها معياراً من معايير الإختيارات قبل الزواج؟، فلكى تستطيع أن تختبر هذا التوافق الجنسى لابد أن تمارس الجنس، ولكى تمارس الجنس لابد أن تتزوج، ولكى تتزوج لابد أن تختبر التوافق الجنسى!،وندخل إلى مشكلة البيضة والكتكوت، ولذلك وحفاظاً على عقلى وعقلك، ووقتى ووقتك، أنصحك "ان تحل هذه المشكلة كيفما يتراءى لك". أما عن الحب فى الزواج فلا تجيب عنه مثل هذه النهايات التى توضع فى خاتمة معظم أفلامنا المصرية، فهذه النهايات قد وضعت لإرضاء الرقابة وليست لإرضاء عقولنا وفضولنا،ولا يكفى أن نقول أنهم عاشوا فى تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات، ولكن لابد أن نسأل بعد أن تزوج البطلان وأضيئت أنوار الصالة هل صمد الحب أثناء هذا التبات والنبات؟! إنها ليست مسألة بهذه البساطة، إذ ليس من السهل أن يستيقظ الحب حين تستيقظ أنت فى الفجر على صوت طفلك وهو يبكى!، وإن إستيقظ هل سيصمد أمام طغيان الحموات، وهل ستظل على نفس الحالة من الحب وأنت تشاهد زوجتك، أو وأنت تشاهدين زوجك، عند الإستيقاظ من النوم، أنتى بدون ماكياج وأنت بدون نظارة؟، هل سيصمد أمام طلبات السوق والدروس الخصوصية ومسلسلات التليفزيون وإعلاناته ومستلزمات المصيف وتصليح السباكة وتغيير السيراميك، أطمئنك قبل أن تيأس أنه من الممكن أن يصمد إذا تسلح بسلاح التفاهم، وإذا طعمناه التطعيم الثلاثى ضد الملل والزهق والتعود!. الحب فى الزواج هو مايعيد شحن البطارية ثانية، ويتغلب على مشاكل كثيرة منها الزهد فى الجنس، وكثرة المسئوليات التى يتحملها الزوجان وفقر التواصل. هنا يكون دور الحب الذى يتدخل فى الوقت المناسب قبل أن تتحول هذه المشاكل من حميدة إلى خبيثة، فالزوجان حين ينجح كل منهما فى إعطاء تواصل أكبر ودفء إنسانى أكثر وإهتمامات ومسئوليات مشتركة أكثر، هنا يحالفهما النجاح فى أن يظل حبهما مدة أطول. أما شبح الفشل فسيطل حتماً حين يتحول الزواج إلى بيزنس، والزوجان إلى شريكين فى شركة حجرة النوم المشتركة لشئون الزواج!!. | |
|