يحتفل المسلمون في شهر رجب من كل عام بذكرى الإسراء والمعراج، ونحن حين نحتفل بذكرى الإسراء والمعراج أو بغيرها من المناسبات المختلفة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما يكون ذلك للعبرة والتأسي وأخذ الدروس المستفادة وإنزالها منزل التنفيذ في حياتنا العملية.
فرحلة الإسراء والمعراج وما حَوَته من معجزات ودروس وعبر لهي مَعِينٌ لا ينضب للدعاة للمدارسة واستخلاص العبر والدروس وبحث كيفية الانتفاع بها، وخاصةً فيما يتعلق بأمور الأمة الإسلامية وقضاياها وفي مقدمتها الأقصى الأسير، لنتذكر مكانته- وإن لم ننسَها- وواجبنا ودورنا نحوه ونحو مختلف قضايانا
فمعجزة الإسراء والمعراج ليست عبرةً منتهيةً المفعول بانتهاء حدثها، ولكنها ما زالت في الأذهان وما زالت مؤهلةً لإفادة الأمة في قضاياها بما تحويه من دروس عملية كثيرة .
فحادثة الإسراء والمعراج من أهم الأحداث التي مرت بالإسلام منذ نشأته، وذلك لكونه حادثًا فريدًا يصعب على العقل البشري المجرد تصديقه.. وإذا لم يكتنف هذا العقل إيمان عميق لصعب عليه استيعاب هذا الحدث؛ لذا نجد أن من الصحابة من فتنوا في هذا الحادث، وفي المقابل نجد أن من تشبع بالايمان وعاشه وعايشه قد تقبل الأمر ببساطة كبيرة كما فعل سيدنا- الصديق- أبو بكر.
فهذا الحادث قد أوضح وبصورة واضحة جلية مكانة النبي- صلى الله عليه وسلم- ورقيه لمكانة لم يرقَ لها أحد بهذه المعجزة العالية، ورقى مرقى لم ترقَ إليه الرسل والأنبياء جميعًا، ونال منزلةً لن يحظى بمثلها أحد من أهل السموات والأرض. فهو خاتم وسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
ونختم بعرض إجمالي لما رآه المصطفي صلى الله عليه وسلم في إسرائه ومعراجه لنتدارسها ونعيها ونتسخلص منها العبر والعظات.
من عجائب ما رأى الرسول
1. الدنيا : رآها بصورة عجوز (وذلك علامة على أنها تفتن المتعلقين بها وهي ليست على شيء)
2. إبليس: رآه متنحيًا عن الطريق.
3. قبر ماشطة بنت فرعون وشمَّ منه رائحة طيبة.
4. المجاهدون في سبيل الله: رآهم بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين.
5. خطباء الفتنة: رآهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار. (وهم الذين يخطبون بين الناس بالفتنة والكذب والغش).
6. الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة: رآه بصورة ثور يخرج من منفذٍ ضيقٍ ثم يريد أن يعود فلا يستطيع.
7. الذين لا يؤدّون الزكاة : رآهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع.
8. تاركو الصلاة: رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت، فقال جبريل: هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأديةِ الصلاة.
9. الزناة: رآهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الطيب.
10. شاربو الخمر: رآهم بصورة أناس يشربون من الصديد.
11. الذين يمشون بالغيبة: رآهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية.
12 - مالك خازن النار.
13 - البيت المعمور: وهو بيت مشرف في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض، كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملكٍ يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدًا.
14- سدرة المنتهى: وهي شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله، يغشاها فَراشٌ من ذهب، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة، ورءاها رسول الله صلى اله عليه وسلم في السماء السابعة.
15- الجنة: وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر مما أعدّه الله للمسلمين الأتقياء خاصة، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم.
16-العرش: وهو أعظم المخلوقات، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، وله قوائم كقوائم السرير يحمله أربعة من أعظم الملائكة، ويوم القيامة يكونون ثمانية، والعرش هو سقف الجنة وهو مكان مشرف عند الله قال الأمام علي كرم الله وجه: إن الله خلق العرش إظهار لقدرته ولم يتخذه مكان لذاته.
17- وصوله- صلى الله عليه وسلم- إلى مستوى يسمع فيه صرير الأقلام: انفرد رسول الله عن جبريل بعد سدرة المنتهى حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صرير الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ .
18- سماعه صلى الله عليه وسلم كلام الله تعالى الذاتي الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر.
19- رؤيته- صلى الله عليه وسلم- لله عزّ وجلّ بفؤاده لا بعينه: مما أكرم الله به نبيه في المعراج أن أزال عن قلبه الحجاب المعنوي،فرأى الله بفؤاده، أي جعل الله له قوة الرؤية في قلبه لا بعينه؛ لأن الله لا يُرى بالعين الفانية في الدنيا، فقد قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا".
________________________________