الشيخ أحمد شرف الدين المرصفي
رحـمـه الله
هو الشيخ أحمد شرف الدين بن علي بن أحمد بن علي بن حسين بن علي بن شرف الدين المرصفي ، ينحصر تاريخ مولده بين عامي 1811 و 1819 م نـسـبـــه ينتهي نسبه رحمه الله إلى العارف بالله الشيخ سليم بن يوسف الهمداني العراقي ، وكان الشيخ سليم زوجا لأخت عبد القادر الجيلاني وأسمها بهاء العجمية ، وقد نشأ رحمه الله ببلاد فارس في همدان ورحل إلى العراق ثم نزل بأسرته إلى مكه المكرمة ثم رحل إلى مدينة القدس وسكن فيها ثم رحل إلى مصر ونزل بمدينة الشرقية ودفن بها وقبره فيها يزار حتى اليوم وهو بجوار مدفن بقرة بني إسرائيل ومن الجدير بالذكر أن أم يوسف الهمداني أخت العالم الصوفي المشهور أب حامد الغزالي صاحب إحياء علوم الدين . مـولــده ونـشـأتــه : وقد ولد الشيخ أحمد ونشأ في قرية مرصفا وحفظ القرآن الكريم على والده الشيخ علي حيث كان يعمل محفظاً للقرآن الكريم بالقرية ، ثم ألتحق بالأزهر حتى حصل على العالمية ثم عمل مدرساً بالأزهر ، وفي عام 1868 م اختير عضواً في جمعية المعارف وهي جمعية تهتم بنشر الثقافة بواسطة التأليف والطباعة والنشر (1) ، وفي عام 1872 م انتدب محاضر بدار العلوم لتدريس التفسير ، وفي عام 1872 م أيضاً كان أحد أعضاء امتحان العالمية بالأزهر وكان يعمل مصححاً بدار الكتب . وكان الشيخ أحمد رحمه الله ذا خط جميل وقد عثرت في مكتبته على كتب كثيرة نسخ بعضها بخط يده وبعضها كتب له حواشي ، ومما يؤسف له أن أكثر مكتبته ضاعت بين الورثة فبعضها أحرق والذي تبقى من مكتبته يعطينا دلالة واضحة على ثقافته المتنوعة من عقيدة وتفسير وحديث وعلوم شرعية وعربية . وكان رحمه الله شاعراً فنظم أحكاماً فقهية في كتابه نخبة المقاصد ، وإن كنا لم نعثر له على ديوان ، إلا أن هذه الأبيات تعطينا صورة واضحة على شاعريته .وهذا نموذج بسيط من شعره يقول في الخلاف بين الأئمة فيما تنعقد به صلاة الجمعة : وأعـلـم أخي نقل الخلاف لجمعة خمس وعشـر وقـد أتت بمقالتـي
قول بن حـــزم الانعقاد بواحد واثنان بعشــر أتت بــروايتـي
واثنان بقول النخاعــي وبعـده تسع أتت منســوبــة لــربيعة
وثلاثة وأمامهم من غيــرهــم في قــول سفـيـان كذلك أحلتني
والنقل في تلك الأئمــة نسبــة للشافعــي حقــا رأيت بنسختـي
سبع لعكرمة يقــول بـأنــها تلك الطــريقـة سنـتـي وعقيدتي
واثنان في قــول الإمـام محمد غير الإمــام وقــد نقلت بصحتي
واثنان مع عشر خــلاف أمامه قــول لأسحق الإمـام وقـد وتني
عشرون قد وصلـت لنا عن مللك مع عشــرة جــاءت رواية أخره
خمســون جائت في رواية أحمد جمع كثـيـر لا يعــد لكـثــرة
أو مـازنـي نسل الكـرام وصفوني
والأربعــون مكـرر للمازري وهو القـوي فــي كـلام أئمتـي
ورواية للشافعــي أصحـهـا بزائد فيما رأيت بنظـــــرتي (2)
الأربعـــون منهــم ولـيس
ومــن تـــلاميـذه : · سـعـد زغـلـول بــاشا · الشيــخ محمد ديـــاب · الأستاذ محمد صالــح باشا · الشيــخ حسن الطـويـل· الشاعر عبد المجيد الشرنوبي· الشيخ عبد السلام الترمانين شيخ الحديث ومفتي الشافعية بحلب في سوريا (3) مــؤلــفــاتـــه : 1. المطلع السعيد لإرشاد المريد (4) ، وقد طبع في سنة 1283هـ . 2. نخبة المقاصد ومعدن الفوائد .وهذا الكتاب مؤلف في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وقد عثرت على نسخة مخطوطة عند احد أقاربه وهي بخط ابنه محمد بتاريخ 7 ذي الحجة 1269هـ وهو تاريخ انتهاء تأليفها ويبدو أن الشيخ أحمد قد أملاها على أبنه المذكور . وقد تم طبع هذا الكتاب ثلاث طبعات : · الطبعة الأولى : طبعت بالمطبعة الشرقية في منتصف شهر صفر من عام 1306هـ · الطبعة الثانية : بمطبعة الفتوح في 20 من جمادي الأولى سنة 1327هـ · والطبعة الثالثة : بمطبعة محمد علي صبيح بميدان الأزهر في ربيع الأول 1348هـ ومن المؤلفات التي قام بتصحيحها كتاب إحياء علوم الدين للغزالي الذي انتهى من تصحيحه في ثلاثة عشر بقين من شهر الله المحرم 1278هـ . ـــــــــــ(1) عصر إسماعيل . عبد الرحمن الرافعي جـ 1 ص 246 .(2) نخبة المقاصد للشيخ أحمد شرف الدين ط 2 ص 61 ، 62 . (3) زكي مجاهد { الأعلام الشرقية ) ج/ص 330 ، 345 .(4) كُتب هذا الكتاب في هامش كتاب إرشاد المريد في خلاصة علم التوحيد للشيخ حسن العدوي الحمزاوي وقد كتب هذا الهامش لشرح وتوضيح إرشاد المريد . أ/سعيد جبر